انا اليووم راح اتكلم عن بطل فلسطين وهو الشهيد((( محمد الدره)) الله يرحمه....
اليكم القصه:::::::
الله أكبر ..
السلام عليكم ورحمة الله .. السلام عليكم ورحمة الله ..
- ها هم المصلون قد أدوا فريضة صلاة العصر ، وحمدوا الله على نعمه وآلائه .. وكلٌ مضى لحاجته ، وعاد جمال الدرة إلى منـزله .
- الأب أبو محمد جمال الدرة في منـزله يستعد للخروج مصطحباً معه بعض الأوراق
أبو محمد : يا أم محمد ..
أم محمد : نعم لبيك أبا محمد ..
أم محمد : أراك متأهباً للخروج !؟
أبو محمد : نعم هو كما ترين ..
أم محمد : وإلى أين أنت ذاهب ؟
أبو محمد : لدي بعض المهام وسوف أنجزها وأعود سريعاً إن شاء الله .
أم محمد : في أمان الله ..
أبو محمد : أتريدين شيئاً أحضره معي ؟
أم محمد : لا .. نريد سلامتك
- هنا سمع الطفل محمد ما دار بين والديه وأسرع نحو أبيه وتعلق بملابسه .
الطفل : أبي أريد أن أذهب معك ..
الأب : لا يا بني .. ابق مع والدتك وسوف أعود قريباً إن شاء الله .
الطفل : أرجوك يا أبي أريد أن أتنـزه بالذهاب معك ..
الأب : لا .. لا .. اجلس هنا واسمع الكلام ..
الطفل يبكي ويجري خلف والده ويلح عليه أن يصطحبه معه
- رق الأب لابنه وقال : حسناً .. لا بأس .. هيا يا محمد البس جديداً والحقني ..
- خرجا والأم تودعهم
الأم : في أمان الله .. تعودان سالمين غانمين إن شاء الله .. رافقتكما السلامة .. أنا في انتظاركما ..
- لوّحت بيدها تودعهما .. والطفل يرد الوداع لأمه ويلوّح بيديه الصغيرتين ..
- أغلقت أم محمد الباب ، وانطلقت إلى النافذة تنظر إليهما ، ورأت طفلها الصغير محمد يمشي أمام والده ويقفز فرحاً هنا وهناك .
- مكثت الأم على النافذة ترقبهما حتى غابا عن أنظارها . وأغلقت النافذة وعندئذٍ ..
تمتمت بصوت منخفض : يا ألله .. شئ يخالجني .. لا أدري ما هو ؟ ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
- مكثت برهة بجانب النافذة وأخذت في سرحان عميق .. أفكار وتخيلات و.. و..
- سقطت دمعة من عينها .. وثانية .. وثالثة .
- رفعت يدها تمسح دمعها بأصابعها النحيلة
- حاولت أن تنشغل عن التفكير بأعمال المنـزل ولكن بين فترة وأخرى تحس بشئ يضايقها وتتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وتدعو وتستغفر .
-----
- في الطريق :
- الأب جمال الدرة يحكي لطفله محمد قصة جميلة ، والطفل في انفعال مع أحداث القصة وفجأة وهما يتجاوبان أحداث القصة ..
- أصوات وصراخ .. هذا يمشي .. والآخر يجري .. وثالث ينبطح .. وجموع وجموع و.. و.. وأصوات مدوية .. إنها طلقات الرصاص الرهيبة .
- وجد الأب وطفله نفسيهما في جوف المعمعة وفي وسط المعركة وجرى بينهما الحوار التالي :
-------------
الطفل :
أُنْظُرْ أبي هذا الرَّصاصُ أتَانَا=في رَاحَتَيْه من الرَّدَى أَلْوانا
قلبي الصغير يَمُوجُ في خَفَقَانِه=والدَّمْعُ يَجْري حَارِقاً بُرْكانا
الأب :
مَهْلاً بُنَيَّ تَعَالَ في دُرَّاعَتِي=فَلَهيبُ نِيرانِ الرَّصَاصِ غَشَانا
يَهْوي ويهوي طالباً رَيْحَانتي=يا ربِّ سلِّمْ فالعَدُوُّ رَمَانا
- الأب يلتفت يميناً وشمالاً يبحث عن مهرب :
هذا جِدارٌ نَحْتَمي من خَلْفِهِ=فَتَعَال خَلْفي رُبَّمَا يَرْعانا
ودعاؤُنا لله من أَعْماقِنا=فالله خَيْرٌ حافظاً وأَمَانا
- الطفل وقد ازداد خوفه وزادت رجفات قلبه يناجي أباه بصوت متقطع وهما خلف الحاجز القصير:
أبَتَاهُ خُذْنِي في رِحَابِك إنَّني=لا أسْتطيعُ السِّرَّ والإعلانا
شَفَتَاي تَرْجُفُ يا أبي وحَرَارةٌ=في الجَوْفِ تُغْلي أَدْمُعَاً وجَنَانا
- الأب في حيرة وذهول يهدأ من روع ابنه تارة وينظر نحو الرصاص تارة أخرى
أَبُنَيَّ إنَّا سوف نبقى بُرْهَةً=وتعودُ بعد ذَهَابِهمْ جَذْلانا
وتَرَاكَ أُمُّكَ وامِقَاً فَيَرُوقها=مَرْآك حتَّى لا تَحُلَّ مكانا
- وانهال الرصاص بغزارة وأصابت إحداها ركبة الطفل وحينئذٍ تسارع الحوار بين الأب الحزين والطفل المفجوع :
الطفل :
آهٍ أبي .. آهٍ أبي .. فَرَصَاصَةٌ=في رُكْبَتِي وأَرَى دَمِي يَتَدانى
- الأب يصرخ بشدة :
أَبُنَيَّ كُنْ خَلْفي فَدَيْتُك مُهْجَتي=أَبُنَيَّ هذا الغَدْرُ لن يَتَوَانى
- الطفل وقد زاد صراخه من ألم الرصاص :
أبَتَاهُ والأُخْرى وثالثةٌ هَوَتْ=في السَّاقِ حَتَّى دَكَّتِ الأَرْكانا
- الأب :
أَبُنَيَّ إنَّا ها هُنا في مِحْنَةٍ=والصَّبْر أَجْمَلُ مَرْكَباً وحِصانا
نَفْسي فِدَاكَ وحِيلتي مَعْدُومةٌ=وأنا وأنت نُجَابِهُ الطُّغْيانا
- الطفل :
هذي الأخيرةُ في الفُؤادِ وإنَّها=أبَتَاهُ تَجْنِي الرُّوحَ والإِنْسانا
حـَانَ الفِراقُ وكُنتُ في أَحْضَانِكُمْ=يا والِديِّ أُرَاهِنُ الأَكْوانا
أمْشي وأَعْدُو آمِناً بِسَعَادةٍ=ريانةٍ لا تَعْرِفُ الأَزْمانا
أبَتَاهُ هذي لُعْبَتي وأَظَنُّها=سَتَسِيلُ دَمْعَاً أو تَعُضَّ بَنَانا
وملابسي أبَتَاهُ مِلْءَ خِزَانَتي=تَبْكي عليَّ وتَكْرُهُ الأَشْنانا
قَلَمِي ومِقْلَمَتي وكُلُّ حَقِيبتي=أَلْوَى بها الصَّمْتُ الجليلُ عِنانا
وأمامَ مَنْـزِلنا تَنُوحُ شُجَيْرةٌ =حُزْناً عليَّ وتَقْطَعُ الأَغْصانا
أبَتَاهُ والأَحْزانُ تُخْرِسُ أَدْمُعي=وتَزِيدُ في حُرُقَاتِها أَلْوانا
أُمِّي الحبيبةُ والحزينةُ قد هَوَتْ=تَبْكي وتَبْكي حُرْقَةً وحَنَانا
وأكادُ أسْمَعُها تَئِنُّ وصَوْتُها=ذاك الحزينُ يُحَطِّمُ الأَبْدانا
باتَتْ على ظَهْرِ السَّرير ودَمْعُها=بَلَّ الوَثِيرَ ومَزَّقَ الكتَّانا
قدْ صارتِ الأَيَّامُ في أَلْوانها=سُوداً تُغَالِبُ قَلْبها الْوَلْهَانا
أُمَّاهُ يا عِطْرَ الحياةِ ورُوحَها=لا تَحْزَني إنَّ المُقَدَّرَ كانا
أُمَّاهُ يا نَفَسَ الرَّبيعِ ودَوْحَهُ=لا تأسَفِي فالله يَرْفَعُ شَانا
وتَصَبَّرِي رُغْمَ الفِراقِ فَرُبُّنا=يَبْلُو ويَرْفَعُ حِكْمَةً وأَمَانا
- الطفل وقد قرب رحيله يخاطب أباه :
أبَتَاهُ قد حانَ الفِرَاقُ وإنِّني=أَجِدُ الشَّدِيدَ من العِظَامَ تَوَانى
أبَتَاهُ والأَنْفَاسُ تَصْعَدُ في السَّما=حانَ الرَّحِيلُ فأَسْمِعِ الأَكْوانا
- عندها نظر الأب إلى ابنه وعيناه مغرورقتان بالدموع :
أَبُنَيَّ إنِّي لا أُصَدِّقُ ما جَرَى=وكَأَنَّنِي سَأَقُول كُنْتُ وكَانا
- الطفل يلفظ أنفاسه الأخيرة ويقول :
أبَتَاهُ حِضْنُكَ رَاحَتِي وسَعَادَتي=دَعْنِي أَنامُ وأُطْبِقُ الأَجْفَانا
وحِكَايتي أَبَتَاهُ كُلَّ حِكَايتي=...................................
- لم يستطع الطفل أن يتم كلامه وارتمى في حضن والده وأسلم الروح إلى بارئها .
- وحين أراد الأب أن يجيب ابنه أصابته رصاصات فأغمي عليه .
النهاية
إإإإإليكم بعض الصور::
هالللصوره بكتني
سااامحووني اذا ضايقتكم بالصوور
ودي وأحترامي للجميع